تطور دور المرأة السعودية: رحلة نحو التمكين والتقدم
منذ عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، رحمه الله، ركزت حكومة المملكة العربية السعودية بجدية على دعم المرأة السعودية وتعليمها، مسلطة الضوء على تحقيق حقوقها بما يتماشى مع تعاليم الشريعة الإسلامية. كان الملك المؤسس، بعد توحيد البلاد، من أبرز المؤيدين لتعزيز دور المرأة ومكانتها.
تحدثت الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي، أستاذة التاريخ وعضوة في مجلس الشورى، عن تأثير الملك عبد العزيز في تطوير تعليم المرأة السعودية، حيث برزت كتاتيب تعليم البنات في عدة مناطق بالمملكة، وقدمت وثيقة تاريخية تظهر دعمه لمشروع إصلاح كتاتيب البنات في الحجاز في عام 1931م.
أكدت الدكتورة دلال أن تعليم المرأة في تلك الفترة كان يركز على تعليم مبادئ القرآن الكريم والسنة، بالإضافة إلى مهارات القراءة والكتابة، حيث بلغ عدد دور كتاتيب تعليم المرأة في بداية عهد الملك عبد العزيز أكثر من 180 داراً.
تطورت المرحلة التالية إلى المدارس المنزلية أو شبه النظامية، وفي عام 1941م بدأت المدارس النظامية لتعليم البنات. وفي عام 1957م تأسست جامعة الملك سعود، مما فتح الباب للفتيات لمتابعة تعليمهن العالي داخل المملكة.
مع التطور المستمر، وجهت الحكومة اهتماماً كبيراً لتمكين المرأة في مجالات متعددة، حيث شملت مشاركتها في مجلس الشورى وتعيينها في مناصب قيادية في العديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية.
تمثل هذه الجهود نموذجاً بارزاً لتطور المرأة السعودية، حيث أصبحت شريكة فاعلة في التنمية الوطنية وحققت إنجازات ملموسة في مختلف المجالات، محافظة على هويتها وتميزها في كل خطوة تخطوها نحو المستقبل."
"ومنذ إعلان تأسيس جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في عام 1434 هـ، أصبحت المرأة السعودية قادرة على الاستمرار في تحقيق طموحاتها الأكاديمية في بيئة تعليمية محفزة خاصة بها. ولم يقتصر دور المرأة على المجال التعليمي فقط، بل شمل أيضًا دخولها لمجالات العمل المختلفة مثل التعليم الفني والتقني والقطاعات الأمنية والعسكرية.
وفي إطار دعم هذه الجهود، أصدر الملك قرارًا ملكيًا بتعيين 30 امرأة كأعضاء في مجلس الشورى، مما أكد التزام المملكة بتعزيز دور المرأة في صنع القرار. ونتيجة لتفاني المرأة السعودية واجتهادها، تم تعيين أول امرأة في منصب نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات، وهو إنجاز يعكس التطور الهائل الذي حققته المرأة في المملكة.
وفي ظل استمرار التطور والتحديث، تواصل المرأة السعودية تحقيق المزيد من الإنجازات والتقدم في كافة المجالات، مما يعزز مكانتها ودورها الفعّال في المجتمع والتنمية الوطنية. إنها رحلة مستمرة نحو تحقيق المزيد من التقدم والإنجازات، بقيادة المرأة السعودية القوية والمتحفزة، وبدعم واهتمام مستمر من قبل ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية."